عندما نفكر في إيطاليا، تخطر في بالنا الصور الشهيرة لروما، ميلان، فينيسيا، وفلورنسا، وكأن هذا البلد الرائع لا يخفي شيئًا آخر خلف الأضواء. لكن، ماذا لو أخبرتك أن هناك إيطاليا أخرى، جانبًا آخر من اجمل اماكن في ايطاليا، و لكن مخفية خلف الستار السميك للشهرة السياحية؟ إيطاليا قد لا تعرفها، لكنها تنتظرك بحفاوة. إنها إيطاليا التي تحتضن جواهر مخفية تنتظر من يكتشفها. جواهر ليست على خارطة كل سائح، لكنها ساحرة وتستحق الزيارة، تكشف عن وجه مختلف لهذا البلد المليء بالسحر، التاريخ، والهدوء.
جواهر دفينة، مدن وقرى تحفظ أسرارها العتيقة، وتفتح أبوابها فقط لمن يجرؤ على الترحال بعيدًا عن المسارات المعهودة. هنا، بعيدًا عن الحشود، ستكتشف الجمال في أبهى صوره، حيث تلتقي الثقافة بالطبيعة، وحيث تسرد الجدران قصصًا لن تجدها في أي كُتيب سياحي.
إذا كنت تخطط للسفر إلى إيطاليا وتبحث عن أماكن فريدة تبتعد عن الزحام وتنبض بروح الأصالة الإيطالية، فإن هذه الرحلة ستأخذك بعيدًا عن الخرائط المعتادة. ستخطو خطواتك الخاصة لتكتشف اجمل اماكن في ايطالياز
استعد لرحلة تأخذك من جبال الألب الساحرة إلى الشواطئ الرائعة، مرورًا بمدن تستحق التحية لروحها الأصيلة، ومدن قديمة نُحتت من الصخور وبُنيت على الحب، كلٌ له طابعه الخاص وسحره الذي لا يُنسى. استعد للانبهار! لن تكون هذه رحلة عادية؛ إنها دعوة لاكتشاف إيطاليا أخرى، حيث يُرى الجمال في كل زاوية غير مألوفة، وكل قرية خفية تنتظر من يعيد لها حقها في الاهتمام.
١. راباللو و بورتوفينو – مقاطعة لغرية
بورتوفينو: اللوحة الساحرة
تخيّل أنك تخطو في قرية صغيرة، مختبئة على الساحل الإيطالي كأنها قطعة من لوحة زيتية قديمة. بورتوفينو ليست مجرد قرية؛ إنها لحظة من الانبهار، من تلك الأماكن التي لا يراها البعض إلا في الأحلام. مشهد المنازل بألوان الباستيل، والبحر يلامس أقدامها كأنهما يحييان بعضهما البعض بعد غياب طويل، كأنه مشهد مسروق من رواية رومانسية قديمة. تصل إليها فلا ترغب في العودة؛ جولة واحدة على الواجهة البحرية كافية لتجعل كل ضوضاء العالم تختفي، بينما الأمواج تعانق الشاطئ كصديق قديم لم يلتق بك منذ سنوات. كل زاوية في بورتوفينو تروي قصة؛ تجد نفسك بين مطاعم بحرية تقدم أطباقًا لا تنسى، ووجوه ودودة لسكان يعيشون وكأن الزمن توقف عند لحظة سعيدة، لا شيء قبلها ولا بعدها.
راباللو: الحديقة الخفية
إذا كانت بورتوفينو هي الوجه، فربما راباللو هي الروح. تلك المدينة القريبة، كأنها توأم في ظلال الشهرة، لكنها أكثر عمقًا وسحرًا. راباللو ليست من تلك المدن التي تزدحم بالسياح؛ إنها للأرواح التي تبحث عن السكينة والتفرّد، عن لقاء بسيط مع الطبيعة. تجد شواطئها المتألقة تحت ضوء الشمس كأنها تهمس بأسرارها للمحيط. هناك، بين الجبال التي تُحضنك كصديق قديم، والطرق الهادئة التي تتسلقها الأقدام بتروٍ، تكشف لك الطبيعة عن بساطتها العميقة. راباللو تمنحك شعورًا نادرًا، كأنك تكتشف سرًا قديمًا لم يعرفه أحد من قبل، سر كان مختبئًا في هدوء هذه المدينة لعقود.
توصيات الرحلة – استكشاف الطريق من راباللو إلى بورتوفينو
إذا كنت حقًا تبحث عن استكشاف جمال هذه الأماكن، فلا تفوّت فرصة المشي من راباللو إلى بورتوفينو. نعم، قد يبدو الطريق طويلاً بعض الشيء، لكنه واحد من تلك الطرق التي تستحق كل خطوة. سترى البحر من زاوية مختلفة، ويعانقك نسيمه العليل في كل خطوة، بينما تمر بجانب بيوت الصيادين البسيطة، والمنازل بألوانها الزاهية تحت أشعة الشمس كأنها نجوم تتلألأ.
وإذا لم تسعفك قدماك للمشي كل هذه المسافة، فإن القيادة من راباللو إلى بورتوفينو خيار لا يقل جمالًا. الطريق مرصع بالأشجار والبيوت المطلة على الساحل، كأنها بطاقات بريدية حية تصحبك إلى عالم من الهدوء والجمال. خذ الأمور برويّة؛ هذه ليست رحلة عادية. توقف قليلاً، استمتع بما حولك، افتح نوافذ السيارة، ودع الهواء المشبع برائحة البحر يملأ روحك بالسكينة.
أفضل وقت لزيارة بورتوفينو وراباللو
أفضل وقت لاكتشاف اثنين من اجمل اماكن في ايطاليا هو الربيع (أبريل – يونيو) أو الخريف (سبتمبر – أكتوبر). الربيع يضفي على الطبيعة حلة زاهية وأجواء معتدلة، مما يجعل التجوال في هذه الأماكن متعة حقيقية. أما الخريف، فيمنحك هدوءًا ساحرًا بعد انتهاء زحام الصيف، حيث يمكنك استكشاف الجمال الطبيعي والهدوء الفريد بعيدًا عن الحشود.
٢. جبال الألب – شمال ايطاليا
جبال الألب الإيطالية – الجمال السري بعيدًا عن الشواطئ والمعالم الشهيرة
عندما يذكر اسم إيطاليا، تتبادر إلى الذهن الشواطئ الفيروزية، أزقة روما العتيقة، ومتاحف فلورنسا المفعمة بتاريخ لا ينتهي. لكن الكثيرين لا يدركون أن إيطاليا تخبئ خلف شواطئها ومعالمها السياحية جمالًا جبليًا ينافس في روعته قمم سويسرا الساحرة.
نعم، فكما تتألق سويسرا بجبالها الخلابة، تزداد إيطاليا روعةً بجمال جبال الألب والدولوميتس، حيث القمم الشاهقة، والمروج الخضراء، وأصوات الشلالات التي تحوّل الجبال الإيطالية إلى لوحة طبيعية مذهلة.
في شمال إيطاليا، عند الحدود السويسرية، يظهر هذا الجانب الجبلي ويكشف عن وجه آخر لإيطاليا، وجه مليء بسحر خاص يصل إليه فقط من يبحثون عن هدوء الطبيعة وأسرارها. هناك، بين القرى الجبلية الهادئة والمنازل الحجرية العتيقة، قد تشعر أنك في سويسرا دون أن تترك إيطاليا، حيث تشترك الطبيعتان بجمالهما البكر وتفاصيلهما المدهشة. الفرق الوحيد؟ لمسة إيطالية خفية تضيف روحًا مختلفة؛ مزيج من التاريخ والسحر الهادئ الذي يجعل للجبال الإيطالية جمالًا لا يتكرر.
أماكن موصى بزيارتها – مغامرات في أحضان الجبال الإيطالية
إلى جانب الدولوميتس، الوجهة الجبلية التي يعرفها البعض ويجب زيارتها ولو لمرة واحدة، تنتظرك أماكن خفية في إيطاليا تستحق المغامرة. بعيدًا عن شهرة الدولوميتس، يمكنك العثور على أماكن يزورها القليلون، لكنها تتألق بسحر لا يقل عن أي وجهة جبلية شهيرة.
من بين هذه الأماكن فالي دي أوستا، وادٍ مذهل يمتد بين الجبال ويحيطك بجمال طبيعي من كل جانب. يتيح هذا الوادي مسارات جبلية هادئة تقودك إلى قمم شاهقة، مرورًا بالغابات والشلالات التي تضفي على الرحلة روعة خاصة. كذلك، فال دي فاسا يقدم جبالًا شاهقة شبيهة بالدولوميتس لكنها تحتفظ بجو هادئ، مما يجذب محبي المشي الطويل وسط الطبيعة.
أما فال دي سول، فيضيف تجربة أخرى تستحق الاستكشاف. في الصيف، تتزين جباله بالخضرة، وفي الشتاء يتحول إلى منتجع تزلج ساحر، حيث يجد الزوار متعة في التنزه وممارسة الرياضات الجبلية بعيدًا عن الصخب.
وأخيرًا، فال كامونيكا، الذي يجمع بين جمال الطبيعة والنقوش الصخرية التي تركتها الحضارات القديمة، ليمنحك شعورًا وكأنك تعود بالزمن إلى الوراء في أحد أجمل المواقع الإيطالية.
تجمع الجبال الإيطالية بين طبيعة خلابة وتاريخ عريق، لتقدم لوحة مميزة من اجمل اماكن في ايطاليا، حيث تتلاقى الطبيعة مع التاريخ في وديان هادئة ومسارات مليئة بالعمق والجمال.
أفضل الأوقات لزيارة هذه الأماكن الجبلية
للحصول على تجربة مثالية في اجمل اماكن في ايطاليا الجبلية، زرها في الصيف (يونيو – سبتمبر) ، أو في الشتاء (ديسمبر – فبراير).
في الصيف، تكتسي الجبال بالخضرة المورقة، وتزدهر الطبيعة بألوانها الزاهية، مما يجعل التنزه في المسارات الجبلية متعة استثنائية وسط الأجواء المعتدلة والمناظر الطبيعية النابضة بالحياة.
أما في الشتاء، فتصبح هذه الجبال جنة لمحبي الثلوج، حيث تغطي الثلوج البيضاء القمم والمروج، وتتحول المناطق إلى منتجعات تزلج ساحرة.
هذا الوقت مثالي لتجربة الرياضات الشتوية أو الاستمتاع بأجواء هادئة بين الجبال المكسوة بالثلج، مما يجعل من الشتاء فصلًا رائعًا لعيش تجربة إيطالية مميزة بين أحضان الطبيعة.
٣. بولونيا – مقاطعة إميليا رومانيا
بولونيا: مدينة الحكايات المنسية
مع أن بولونيا معروفة عالميًا بأطباقها الشهية والمكرونة البولونية، إلا أن معظم الناس يتجاهلون زيارتها، ويضعونها في الظل مقارنةً بمدن كبرى على سبيل المثال ميلان و روما.
بالنسبة للكثيرين، خصوصًا من الزوار العرب، بولونيا ليست سوى نكهة طعام؛ مجرد طبق لذيذ، متناسين أن هذه المدينة تخفي في شوارعها وأبنيتها تاريخًا ومعالم نادرة، تضاهي – وربما تتفوق – على أجمل مدن إيطاليا، وربما العالم.
هل تعلم، مثلاً، أن بولونيا تحتضن أول ناطحات سحاب في العالم؟ في العصور الوسطى، كانت المدينة تتزين بأبراج شاهقة بُنيت لتبقى، ولعل المفاجأة أن العديد منها مائل، كأنها تحدّت الزمن في صمت، تشبه برج بيزا لكنها أكثر عددًا، وربما أكثر شموخًا.
وبين هذه الأبراج والأسواق القديمة، تتجلى روح بولونيا؛ هنا تجد معمارًا عتيقًا يأخذك عبر العصور، شوارع مرصوفة تنبض بالحياة، وأسواقًا تقليدية لم تفقد جاذبيتها على مرّ الزمن. إنه سحر مختلف، ذلك السحر الذي تفتقده المدن الكبرى المزدحمة، لكنه موجود هنا لمن يريد اكتشاف إيطاليا الأصيلة.
بولونيا ليست مجرد عاصمة لإقليم إميليا رومانيا؛ إنها مدينة تحمل بين أزقتها قصصًا قديمة وتجارب فريدة، ووجهة تستحق الزيارة لمن يبحث عن جانب آخر من اجمل اماكن في ايطاليا، بعيدًا عن ضوضاء المدن الكبرى وأضوائها.
توصيات لزيارة بولونيا
للاستمتاع بتجربة متكاملة في بولونيا، خذ وقتك في استكشاف تفاصيلها بعيدًا عن عجلة الزائر العابر. أولاً، استمتع بجولة بين أبراجها التاريخية؛ برج أسينيللي وبرج جاريسيندا هما الأشهر. ولكن لا تفوّت المشي في الشوارع القديمة المحيطة، حيث يمكنك رؤية العديد من الأبراج المائلة الأخرى، والاستمتاع بمعمارها المميز. كذلك، خصص وقتًا لزيارة أسواق بولونيا التقليدية.
على سبيل المثال هناك سوق كوادريلاتيرو، حيث يمكنك تذوق أطباق إميليا رومانيا الأصيلة، والمرور بمحال بيع الجبن والمخبوزات التي تحتفظ بعبق التاريخ.
أفضل وقت لزيارة بولونيا
يعتبر الربيع (أبريل – يونيو) والخريف (سبتمبر – أكتوبر) أفضل الأوقات لزيارة بولونيا، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة، والأجواء مثالية للتنزه في شوارعها واستكشاف معالمها. في الصيف، قد تصبح الأجواء حارة بعض الشيء، بينما في الشتاء، يمكنك الاستمتاع بجمال المدينة دون الزحام، وإن كانت الأنشطة الخارجية قد تتأثر بالأجواء الباردة.
٤. ماتيرا – مقاطعة بازيليكاتا
ماتيرا – مدينة الأحجار العريقة
بينما يشتهر إقليم بازيليكاتا بأجوائه الهادئة وتاريخه العميق، تتألق ماتيرا كواحدة من اجمل اماكن في ايطاليا التي تخبئ في طياتها سحرًا خاصًا. تُعرف ماتيرا بصخورها المتعرجة ومنازلها القديمة المنحوتة في الحجر الجيري، مما يضفي عليها مظهرًا كأنها لوحة من عصرٍ قديم. المنطقة التاريخية ساسي، تضم منازل وكنائس منحوتة بدقة وبراعة، كأنها قطع فنية محفورة في قلب الصخور، وقد أدرجتها اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي، لتظل شاهدةً على تاريخها المميز.
توصيات لزيارة ماتيرا
كما يُقال، التجوال في ماتيرا هو أشبه برحلة عبر الزمن. يمكنك البدء بالتجول في منطقة ساسي التاريخية، حيثما تجد الكنائس والمنازل المتراصة كأنها تُحدثك عن حقبة تاريخية منسية. من ناحية أخرى، استمتع بالمشي في الشوارع الضيقة المرصوفة بالحجارة القديمة، واكتشف المعمار العتيق والمقاهي الصغيرة التي تحتضنها الزوايا. كذلك، لا تفوّت فرصة زيارة كهوف كاسالنوفي، وهي كهوف منحوتة في الحجر تُعرض فيها تحف تاريخية وأعمال فنية تروي قصص ماتيرا.
أفضل وقت لزيارة ماتيرا
أفضل وقت لاستكشاف سحر ماتيرا يكون في الربيع (أبريل – يونيو) والخريف (سبتمبر – أكتوبر)، حيث تكون الأجواء معتدلة وتسمح بالتجول في الشوارع الضيقة وزيارة الأماكن الخارجية براحة. بناءً على ذلك، تكتسي المدينة في هذين الفصلين بجمال طبيعي يكمل معمارها القديم، بينما يمنحك الصيف فرصة لرؤية المدينة نابضة بالحياة، وإن كانت درجات الحرارة مرتفعة قليلاً.
٥. سان جيمينيانو – مقاطعة توسكانا
مانهاتن العصور الوسطي – سان جيمينيانو
تخيل أنك تسير في مدينة من زمن آخر، حيث تقف الأبراج الشاهقة كحراس لعصور مضت. تقع سان جيمينيانو في قلب توسكانا، وتشتهر بأبراجها الـ14 التي تعود إلى القرون الوسطى، حتى أصبحت تُلقب بـ “مانهاتن العصور الوسطى”. هذه الأبراج تجعل المدينة واحدة من أكثر الأماكن تميزًا وجذبًا للزوار، حيث تمنحها طابعًا معماريًا فريدًا يختلف عن أي مدينة أخرى في إيطاليا.
توصيات لزيارة سان جيمينيانو
يُنصح بالتجول في شوارع سان جيمينيانو الضيقة، حيث يمكن للزوار التنقل بين المباني التاريخية والمتاجر الصغيرة. كذلك، من الأماكن التي تستحق الزيارة كاتدرائية سانتا ماريا أسونتا، التي تعكس روعة الفن المعماري والتفاصيل الدقيقة للرسومات الجدارية. على سبيل المثال، يمكنك قضاء بعض الوقت في ساحة بيازا ديلا سيسا للاستمتاع بالأجواء الإيطالية التقليدية وتذوق الأطعمة المحلية.
أفضل وقت لزيارة سان جيمينيانو
أفضل وقت لزيارة سان جيمينيانو هو الربيع (أبريل – يونيو) والخريف (سبتمبر – أكتوبر)، حيث تتميز الأجواء بالاعتدال، مما يجعل التنقل بين المعالم التاريخية مريحًا. بينما في الصيف، تنبض المدينة بالحيوية وتزداد ازدحامًا، مما يضفي على زيارتك طابعًا خاصًا وسط أجواء توسكانا الساحرة.
٦. ألبيروبيلو – مقاطعة بوليا
ألبيروبيلو و الطابع الفريد
تقف ألبيروبيلو كواحدة من اجمل اماكن في ايطاليا بفضل طابعها الفريد الذي يعكس سحر العمارة الشعبية في جنوب البلاد. تتميز هذه المدينة بمنازلها التقليدية المعروفة باسم تروولي، وهي مبانٍ دائرية ذات أسطح مخروطية تبدو كأنها من عالم آخر، مما يجعلها مشهدًا استثنائيًا يجذب الزوار الباحثين عن تجربة أصيلة ومختلفة. العمارة في ألبيروبيلو ليست مجرد تصاميم، بل تاريخ يحكي قصص سكان المنطقة عبر القرون، وقد أدرجتها اليونسكو في قائمة التراث العالمي، لتعكس أهميتها الثقافية.
توصيات لزيارة ألبيروبيلو
للتجول في ألبيروبيلو، يفضل البدء في منطقة ريون مونتي، حيث تقع معظم منازل التروولي التي تشتهر بها المدينة. كذلك، استمتع بزيارة كنيسة سانتو أنطونيو، التي تأخذ شكل التروولي أيضًا، لتعيش تجربة تكتشف فيها أجواء العمارة الفريدة عن قرب. علاوة على ذلك، توفر المطاعم المحلية فرصة لتذوق الأطباق التقليدية التي تعكس هوية بوليا.
أفضل وقت لزيارة ألبيروبيلو
يعتبر الربيع (أبريل – يونيو) والخريف (سبتمبر – أكتوبر) من أفضل الأوقات لزيارة ألبيروبيلو. في هذه الفترات، تكون الأجواء معتدلة، مما يجعل التنزه في شوارعها والاستمتاع بمنازل التروولي أكثر متعة وراحة.
٧. تروبيا – مقاطعة كالابريا
تروبيا لوحه أوروبية جميلة
تأسرك تروبيا بجمالها الطبيعي، حيث تقع في قلب كالابريا وتشتهر بشواطئها الرائعة ومنازلها البيضاء التي تطل على البحر، مما يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء واستكشاف الثقافة المحلية. تحتضن تروبيا تفاصيل الحياة اليومية في كالابريا، ما يمنح الزوار فرصة للتعرف على تراث المنطقة العريق.
توصيات لزيارة تروبيا
ابدأ رحلتك بالتوجه إلى شاطئ مارينا دي تروبيا للاستمتاع بمياهه الصافية ورماله الذهبية. كذلك، تجول في البلدة القديمة، حيث تصطف المنازل البيضاء على التلال في مشهد يبعث على الهدوء. على سبيل المثال، يمكنك زيارة كاتدرائية تروبيا، التي تعكس الطراز المعماري التقليدي للمنطقة، أو تذوق المأكولات البحرية الطازجة في المطاعم المطلة على البحر.
أفضل وقت لزيارة تروبيا
يُعتبر الصيف (يونيو – سبتمبر) أفضل وقت للاستمتاع بشواطئ تروبيا الدافئة والأجواء المشرقة. من ناحية أخرى، يوفر الربيع (أبريل – مايو) طقسًا معتدلًا، مما يجعله وقتًا مثاليًا لمن يرغب في استكشاف المنطقة بهدوء بعيدًا عن زحام الصيف.
٨. جنوة – مقاطعة لغرية
مزيج التاريخ والحداثة – جنوة
تعد جنوة من أبرز مدن مقاطعة ليغوريا، وتتميز بمزيج رائع من التاريخ والثقافة والأجواء الساحلية. تعتبر هذه المدينة ميناءً تاريخيًا هامًا ومنطلقًا للعديد من الرحلات البحرية عبر العصور. تضم جنوة معالم أثرية قديمة وشوارع مرصوفة تُعبق بتاريخ طويل، وتتمتع بأجواء حيوية بفضل تداخل الحداثة مع تراثها العريق.
توصيات لزيارة جنوة
ابدأ رحلتك بزيارة المركز التاريخي، وهو أحد أكبر مراكز المدن التاريخية في أوروبا، حيث يمكن للزوار التنزه في الأزقة الضيقة التي تعج بالمباني الأثرية والأسواق الصغيرة. كذلك، لا تفوت متحف البحر، الذي يعرض تاريخ الملاحة الإيطالية، ويقدم رؤية شاملة عن دور جنوة كميناء تاريخي. على سبيل المثال، زيارة كاتدرائية سان لورينزو ستعطيك إحساسًا بجمال العمارة القوطية وثراء التفاصيل الفنية في المدينة.
يمكنك أيضًا الاسترخاء في ميناء جنوة، الذي أعيد تطويره ليضم مجموعة من المطاعم والمقاهي التي تطل على البحر، كما يعتبر الأكواريوم من أفضل الأماكن الترفيهية، ويعد أحد أكبر الأحواض المائية في أوروبا.
أفضل وقت لزيارة جنوة
أفضل الأوقات لزيارة جنوة هي الربيع (أبريل – يونيو) والخريف (سبتمبر – أكتوبر)، حيث تكون الأجواء معتدلة وتتيح للزوار الاستمتاع بمعالم المدينة والتجول براحة.
في النهاية – رحلتك إلى قلب إيطاليا الحقيقي
حين تصل إلى نهاية رحلتك في إيطاليا، تدرك أن هذا البلد ليس مجرد شواطئ زرقاء أو معالم شهيرة في ميلان وروما.
إيطاليا الحقيقية، تلك التي لم تلمسها الأضواء الكثيرة، تختبئ في مدنٍ مثل راباللو وبورتوفينو، بين قمم جبال الألب، وفي الأزقة الحجرية لمدينة ماتيرا، حيث يتردد صدى الماضي العتيق.
وأنت تغادر، تتذكر الطرق الجبلية التي احتضنتك، والقرى الهادئة التي همست لك بأسرارها القديمة. هناك، بين البيوت البيضاء في تروبيا، وبين الأبراج المائلة في بولونيا، شعرت أن الزمن قد تراجع قليلاً، وأتاح لك فرصة ملامسة تاريخ قديم، يختلف في بساطته وصدقه عن ضجيج المدن الكبرى.
في النهاية، إيطاليا الحقيقية ليست مجرد مشاهد خلابة تملأ البطاقات البريدية، بل هي تلك اللحظات التي تأخذ فيها نفسًا عميقًا وسط طبيعة نادرة، تلك الأحاديث البسيطة مع أهل القرى، وذاك الشعور الذي يغمرك حين تجلس على تلٍّ هادئ، ترى فيه إيطاليا بأبهى صورها.
ربما ستغادر، ولكن شيئًا من روحك سيظل عالقًا هنا، في أزقة المدن الصغيرة، في المسارات الجبلية، وفي هواء البحر العليل. هذه هي إيطاليا التي لا تنساها، والتي ستظل جزءًا منك، مهما ابتعدت.
تفضل بقراءة موضوعنا الاخر عن أفضل المدن للسفر في كل شهر.
اترك تعليقاً