هل انتهت جوجل فعلًا؟ 9 أسباب تجعل سهم الفابت استثمارًا قويًا في 2025

صورة توضيحية تضم مجموعة من أبرز شعارات الخدمات والمنصات التي تقدمها شركة Google. تشمل هذه الخدمات متصفح كروم، نظام أندرويد، بريد Gmail، الخرائط، صور Google، Google Drive، YouTube، الترجمة، والتقويم، بالإضافة إلى خدمات متقدمة مثل الحوسبة الكمومية (Quantum Computing) ومساعد Gemini. توضح الصورة تنوع المجالات التي تغطيها Google، من البحث والتعليم إلى الذكاء الاصطناعي والاتصال والترفيه.

تشات جي بي تي أنهى جوجل ؟

بينما لا تزال مواقع التواصل تعج بعبارات مثل “تشات جي بي تي أنهى سهم الفابت”، إلا أن الواقع المالي في يونيو ٢٠٢٥ يقول شيئًا مختلفًا تمامًا.
شركة Alphabet، المالكة لجوجل، أصبحت رسميًا أكثر الشركات ربحية في الولايات المتحدة خلال آخر ١٢ شهرًا، بصافي دخل بلغ ١٠٠.١٢ مليار دولار، وفقًا لبيانات TradingView. بهذا الرقم، تفوقت بهدوء على عمالقة مثل Apple وMicrosoft وBerkshire Hathaway.

وعلى مستوى العالم، لم تتفوق عليها سوى شركة أرامكو السعودية، مما يضع Alphabet في موقع فريد يجمع بين الاستقرار والنمو القوي.

وهنا يطرح المستثمرون سؤالًا مشروعًا:
هل لا تزال استثمارات شركة جوجل جذابة كما كانت؟ وهل من المنطقي التفكير في شراء سهم جوجل الآن؟

في هذا المقال، نستعرض 9 مؤشرات رئيسية تثبت أن جوجل لم تنتهِ، بل إنها تواصل الهيمنة—ولكن هذه المرة، بهدوء شديد.


١. سهم الفابت يتصدر أرباح الشركات الأمريكية في ٢٠٢٥

في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار نحو شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، استطاعت Alphabet أن تحقق رقمًا يصعب تجاهله:
١٠٠.١٢ مليار دولار كصافي أرباح خلال ١٢ شهرًا حتى يونيو ٢٠٢٥، مما يجعلها الشركة الأعلى ربحًا في الولايات المتحدة.

هذا التفوق لم يكن مجرد طفرة مؤقتة، بل نتيجة مسار طويل من التنويع في مصادر الدخل والهيمنة على قطاعات متعددة.
تفوقت Alphabet على Apple وMicrosoft وحتى Berkshire Hathaway، وكل ذلك دون إثارة ضجيج إعلامي كبير.

وبينما يركض السوق خلف الإثارة، تواصل Alphabet—بهذه النتائج—إقناع المستثمرين أن شراء سهم جوجل لا يزال قرارًا مبنيًا على أساس مالي قوي.


٢. جوجل لم تعد شركة تعتمد على محرك البحث فقط

من الخطأ اليوم اختزال شركة الفابت في محرك البحث الذي بدأت به.
في الواقع، سهم الفابت أصبحت أشبه بتحالف من الشركات التكنولوجية المتنوعة، تعمل في مجالات حيوية واستراتيجية.

تضم محفظتها عددًا من أقوى الأصول في عالم التقنية، مثل:

  • منصة يوتيوب، ثاني أكبر محرك بحث في العالم
  • نظام Android، المستخدم في الغالبية العظمى من الهواتف الذكية عالميًا
  • خدمة Google Cloud، التي تنافس Amazon وMicrosoft في الحوسبة السحابية
  • أجهزة Pixel وNest الذكية
  • مشروع Waymo للسيارات ذاتية القيادة
  • مختبر DeepMind الرائد في أبحاث الذكاء الاصطناعي
  • استثمارات مبكرة في الحوسبة الكمومية

هذا التنوع لا يحمي الشركة من التغيرات فحسب، بل يجعلها أكثر مرونة وابتكارًا.
وبالتالي، فإن استثمارات شركة جوجل لا تعتمد على خدمة واحدة، بل على منظومة متكاملة يصعب منافستها بسهولة.


٣. مصادر دخل جوجل متعددة… والبحث مجرد جزء من الصورة

في تقرير أرباحها الأخير حتى يونيو ٢٠٢٥، أعلنت Alphabet عن إيرادات سنوية بلغت ٣٥٩.٧ مليار دولار.

من هذا الرقم، جاء ما يقارب ١٩٥.٨ مليار دولار من قسم يُسمى “Google Search & Other”.
ورغم أن هذا القسم يشكّل نحو ٥٤٪ من إجمالي الإيرادات، إلا أنه لا يعني أن الشركة تعتمد فقط على محرك البحث.

في الحقيقة، هذه الفئة تضم عدة مصادر دخل، منها:

  • إعلانات البحث عبر Google
  • مبيعات Google Play
  • اتفاقيات ترخيص مثل الصفقة الشهيرة مع Apple لاستخدام محرك بحث Google على أجهزة iOS

بمعنى آخر، هذا الجزء الأكبر من الدخل ليس نقطة ضعف، بل نقطة قوة تعتمد على أكثر من ذراع ربحي.

الرسالة واضحة: جوجل ليست شركة ذات منتج واحد، بل مؤسسة تملك نظامًا بيئيًا واسعًا يصعب استبداله.


٤. سهم الفابت لا يعتمد على الوعود… بل على أرباح حقيقية

في عالم التقنية، العديد من الشركات تعتمد على الوعود المستقبلية لجذب المستثمرين.
لكن سهم جوجل يتميز بميزة نادرة: الشركة تحقق أرباحًا فعلية ومتكررة، دون الاعتماد على التوقعات أو التمويل الخارجي.

Alphabet ليست بحاجة لإثبات نفسها أمام السوق.
بل على العكس، نتائجها الفصلية تثبت قوتها مرة بعد مرة، حيث تجاوزت التوقعات في معظم الأرباع خلال العامين الماضيين.

هذا الأداء المالي المنتظم يبعث برسالة طمأنة لأي مستثمر يبحث عن استقرار طويل المدى.
ومقارنة بشركات ناشئة تستهلك السيولة دون عوائد، يبدو أن شراء سهم الفابت يمثل استثمارًا في شركة ناضجة، ذات سجل واقعي، وليست مجرد رهانات مستقبلية.


٥. جوجل لم تخسر سباق الذكاء الاصطناعي… بل أعادت رسم قواعده

صحيح أن ChatGPT أحدث ضجة كبيرة منذ إطلاقه، لكن الضجة لا تعني الهيمنة الدائمة.
في المقابل، Alphabet استجابت بهدوء وفعالية، عبر إطلاق نموذج Gemini، الذي يُعد اليوم من أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة في السوق.

لكن الفارق الجوهري أن جوجل لا تحتاج إلى تحقيق ربح فوري من Gemini.
فهي بالفعل شركة رابحة، وتستثمر في الذكاء الاصطناعي من موقع قوة، وليس بدافع البقاء.

بينما تُجبر بعض الشركات الناشئة على تحقيق نتائج سريعة لتبرير تمويلها، تمتلك جوجل رفاهية البناء على المدى الطويل.

وهذا ما يجعل استثمارات شركة جوجل في الذكاء الاصطناعي أكثر توازنًا واستدامة من كثير من المنافسين الذين يحترقون قبل أن يثبتوا جدارتهم.


٦. سهم جوجل يستفيد من بنية تحتية تقنية يصعب تقليدها

واحدة من أهم نقاط القوة التي تدعم شراء سهم جوجل هي البنية التحتية التقنية التي بنتها الشركة على مدى أكثر من عقدين.
نحن لا نتحدث فقط عن خوادم أو مراكز بيانات، بل عن نظام متكامل يشمل:

  • مليارات الأجهزة العاملة بنظام Android
  • شبكة إعلانية ضخمة تصل إلى معظم المستخدمين على الإنترنت
  • واحدة من أقوى شبكات التوزيع السحابي عبر Google Cloud
  • تواجد عالمي في أكثر من ١٥٠ دولة
  • دمج ذكي بين المنتجات والخدمات (بحث، Gmail، Drive، يوتيوب، إلخ)

هذه البنية لا تُكسب الشركة كفاءة تشغيلية فقط، بل تجعلها أيضًا محمية من المنافسين الجدد الذين لا يملكون مثل هذا العمق.

النتيجة؟ من الصعب على أي شركة أن تهدد مكانة جوجل في المدى القصير، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين في مستقبل السهم.


٧. يوتيوب: كنز إعلاني متجدد يعزّز استثمارات شركة جوجل

من بين الأصول التي تمتلكها Alphabet، يظل يوتيوب أحد أقوى محركات النمو طويل الأمد.
المنصة لا تُعتبر فقط ثاني أكبر محرك بحث عالمي، بل أيضًا وجهة يومية لمليارات المستخدمين.

الإعلانات على يوتيوب تُمثّل مصدر دخل ضخم ومستقر، خاصة في ظل التوسع المستمر في:

  • الإعلانات القصيرة (Shorts)
  • خدمات الاشتراك المدفوعة مثل YouTube Premium
  • المنصات التعليمية والترفيهية ذات العائد العالي

ومع صعود الفيديو القصير وانتقال المعلنين من التلفاز التقليدي إلى المنصات الرقمية، يبدو أن استثمارات شركة جوجل في يوتيوب تُعزز نفسها ذاتيًا عامًا بعد عام.

ولهذا، فإن شراء سهم جوجل يعني الاستثمار في مستقبل المحتوى الرقمي، وليس فقط في محرك بحث تقليدي.


٨. Google Cloud يتحوّل من خاسر تقني إلى لاعب أساسي في الأرباح

قبل سنوات، كانت Google Cloud مجرد تجربة متأخرة في عالم الحوسبة السحابية.
لكن في ٢٠٢٥، أصبحت الخدمة مصدرًا مهمًا من مصادر الدخل والنمو في شركة Alphabet.

رغم المنافسة القوية من Amazon AWS وMicrosoft Azure، تمكنت Google Cloud من تحقيق:

  • نمو سنوي مزدوج الرقم
  • توسع سريع في قطاع المؤسسات والشركات الكبرى
  • تحسينات مستمرة في الربحية وتخفيض الخسائر التشغيلية

وبما أن الاقتصاد الرقمي يعتمد بشكل متزايد على السحابة، فإن امتلاك حصة في هذا السوق الضخم يعزز قيمة سهم جوجل بشكل مستمر.

Google Cloud اليوم لم تعد مجرد قسم تجريبي… بل أصبحت ركيزة حقيقية في بنية استثمارات شركة جوجل.


٩. استثمارات جوجل المستقبلية تبني للمستقبل وليس للمضاربة

على عكس بعض الشركات التي تستثمر في مشاريع مستقبلية بدافع التسويق أو المضاربة، فإن استثمارات شركة جوجل في المستقبل مدروسة وطويلة الأمد.

نجد ذلك واضحًا في مشاريع مثل:

  • Waymo: أحد أبرز مشروعات القيادة الذاتية في العالم
  • DeepMind: شركة الذكاء الاصطناعي التي قد تغيّر شكل الرعاية الصحية والعلوم
  • مشروعات الحوسبة الكمومية التي بدأت تؤتي ثمارها مبكرًا في تطبيقات تحليل البيانات والأمن السيبراني

هذه المشاريع لا تحقق أرباحًا فورية، لكنها تُمثّل استثمارًا استراتيجيًا في تقنيات من المتوقع أن تُحدث تحولات كبرى في العقد القادم.

لذلك، فإن شراء سهم جوجل لا يعني فقط الاستثمار في الحاضر، بل أيضًا في مستقبل واعد تبنيه الشركة بهدوء وبُعد نظر.


خلاصة: هل ما زال شراء سهم الفابت خيارًا ذكيًا في ٢٠٢٥؟

إذا كنت تبحث عن سهم يبني على سجل حافل من الإنجازات، لا على وعود مستقبلية فارغة، فربما يكون سهم جوجل أحد أقوى الخيارات المتاحة حاليًا.

Alphabet لا تثير الضجيج… لكنها تحقق النتائج.
بينما يلاحق السوق الاتجاهات السريعة، تواصل الشركة بناء مستقبلها بثبات.

من الاستثمارات المتنوعة، إلى الأرباح الفعلية، إلى البنية التقنية التي يصعب تقليدها — كل المؤشرات تقول إن جوجل لم تنتهِ… بل تسبق الجميع.

لكن رغم كل ما سبق، هذا المقال لا يمثّل نصيحة استثمارية.
كل قرار مالي يتطلب بحثًا شخصيًا دقيقًا وفهمًا واضحًا للمخاطر.

وكما قال جيسي ليفرمور ذات مرة:
“السوق لا يخطئ أبدًا… لكن الآراء تفعل.”

كن دائمًا مستعدًا لأن تُراجع قناعاتك عندما تتكلم الأرقام.

اقرأ أيضًا على قوائم عربية:


اكتشاف المزيد من قوائم عربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Latest Posts

اكتشاف المزيد من قوائم عربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading