كيف أصبح وارن بافيت غنيا؟
شهد عالم الاستثمار تحولًا جذريًا في العقد الأخير، مع بروز منصات مثل eToro، وWebull، وصولًا إلى منصات عربية صاعدة مثل Thndr. هذه المنصات لم تكتفِ بتوفير أدوات تداول سهلة، بل كسرت الحواجز التقليدية التي كانت تحصر الاستثمار في يد فئة محدودة من الخبراء وأصحاب الثروات.
أصبح بإمكان أي شخص اليوم الدخول إلى السوق من هاتفه، متابعة المستثمرين المحترفين، بل وحتى نسخ صفقاتهم في الوقت الحقيقي. هذه الثورة التي تُعرف باسم “التداول الاجتماعي”، فتحت بابًا جديدًا للتعلّم، والمراقبة، والتفاعل مع تجارب استثمارية حقيقية.
ومن بين هذه المنصات، تتفوق eToro في تقديم تجربة اجتماعية استثنائية. فهي تتيح للمستخدمين استعراض الأداء الكامل للمستثمرين الآخرين، بما في ذلك صفقاتهم المفتوحة والمغلقة، ونسبة المخاطرة، والعائد السنوي. مستوى الشفافية هذا لا يساعد فقط على الفهم، بل يوفّر للمستثمرين الجدد فرصة نادرة لتقليد استراتيجيات رابحة وتطبيقها فورًا.
وقد قضيت شخصيًا خمس سنوات في استخدام eToro، وكنت شاهدًا على مجتمع نشِط، مليء بالحوار والنقاش وتبادل الخبرات. من السهل أن تجد هناك مستثمرين يحققون عوائد سنوية تتراوح بين ٢٠٪ و٣٠٪ بل وأكثر، وهي أرقام تقترب – أو تتجاوز – ما حققه عمالقة الاستثمار مثل وارن بافيت وبيتر لينش وبنيامين غراهام.
هنا تبرز المفارقة:
إذا كان بعض المستثمرين على هذه المنصات يحققون نفس عوائد وارن بافيت، فلماذا لم يصبحوا مثله؟
لماذا لا نرى أسماءهم في العناوين؟ ولماذا تبقى ثروة بافيت استثناءً رغم تقارب الأرقام؟
الإجابة التي توصّلت إليها بعد بحث طويل وتجربة شخصية بسيطة جدًا:
لا، لا يمكن تكرار ثروة وارن بافيت بنفس الطريقة.
لكن لماذا؟ هذا ما سنكتشفه معًا في السطور القادمة…
وارن بافيت الذي لا تعرفه: مفاهيم خاطئة شائعة
يُنظر إلى وارن بافيت على أنه النموذج المثالي للمستثمر الناجح، لكن وراء هذه الصورة اللامعة، تختبئ العديد من المفاهيم الخاطئة التي تشوّه فهمنا الحقيقي لأسلوبه الاستثماري وشخصيته.
لفهم كيف كوّن هذا الملياردير الفريد ثروته الضخمة، لا يكفي أن نعرف أنه حقق عائدًا سنويًا متوسطه ٢٠٪ من خلال استثمارات “آمنة” في السوق. فالحقيقة أكثر تعقيدًا ودهاءً.
بخلاف المستثمرين التقليديين الذين يشترون الأسهم عندما تنخفض بنسبة ١٠٪، بافيت لا يتحرك بناءً على هذه المعايير البسيطة.
هو لا يبحث عن انخفاض عابر… بل ينتظر الصفقة الحقيقية.
صفقة بمزايا واضحة، وسعر استثنائي، وظروف تسمح له بالتحكم أو التأثير في الشركة، وليس مجرد فرصة تداول مؤقتة.
هذه الفجوة بين ما نعتقده عن وارن بافيت وما يفعله فعليًا… هي ما سنكشفه الآن من خلال ٥ أسرار منسية من قصة نجاحه.
١. المفهوم الخاطئ الأول: وارن بافيت كوّن ثروته من الأسهم فقط
يظن كثيرون أن وارن بافيت كوّن ثروته من الاستثمار في الأسهم مثل أي مستثمر تقليدي. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
بافيت لم يكتفِ بشراء الأسهم وانتظار العوائد السنوية، بل بنى إمبراطوريته المالية عبر نموذج استثماري فريد يتجاوز سوق البورصة بكثير.
في بداياته، دخل مجال صناعة النسيج من خلال الاستحواذ على شركة Berkshire Hathaway، لكنه لم يتوقف هناك.
سرعان ما بدأ بتحويلها إلى كونغلوميرات استثماري ضخم، يضم شركات من قطاعات مختلفة، أبرزها: التأمين، البنوك، والخدمات المالية.
لفهم تفوق بافيت الحقيقي، علينا أن نعرف الفرق بين ما يفعله هو، وما تفعله المؤسسات المالية التقليدية مثل:
- صناديق التحوط (Hedge Funds):
عندما تضع أموالك في صندوق تحوّط، يديرها مدير محترف مقابل عمولة ثابتة (٢٪) وعمولة على الأداء (٢٠٪).
إذا استثمرت مليون دولار وحقق الصندوق ١٠٪ عائد، ستحصل على ٨٠,٠٠٠ دولار فقط، لأن ٢٠,٠٠٠ تذهب كعمولة ثابتة، و٢٠,٠٠٠ من الأرباح يأخذها مدير الصندوق.
ومع مليارات الدولارات تحت الإدارة، تُصبح هذه الصناديق آلة طباعة أموال… للمدير، لا للمستثمر.
- البنوك:
عندما تودع مالك في البنك، فأنت عمليًا تُقرضه للبنك بفائدة ضئيلة.
البنك بدوره يُقرضه لغيرك بنسبة أعلى، ويحقق الربح من الفرق.
فلو أودعت ١٠٠,٠٠٠ دولار بفائدة ١٪، ستحصل على ١,٠٠٠ دولار فقط، بينما البنك يُقرضه بنسبة ٧٪ ويجني ٦,٠٠٠ دولار.
- شركات التأمين:
هنا يظهر السحر الحقيقي.
شركات التأمين تجمع أقساط التأمين من الناس وتستثمرها، لكن دون أن تعيد المال… إلا في حالة وقوع ضرر.
المال الذي يبقى لديها طوال السنوات يُعرف بـ “الطفو التأميني – Insurance Float”.
شركة تأمين ناجحة تعرف كيف تُدير هذا الطفو وتُحقق منه أرباحًا هائلة قبل أن تدفع أي تعويض.
وارن بافيت؟ فعل الثلاثة.
بدأ بصندوق تحوّط، ثم استحوذ على بنوك صغيرة، وأخيرًا ركّز على شركات التأمين، بعد أن أدرك أنها تمنحه ميزة استثمارية لا مثيل لها:
القدرة على التحكم في مبالغ ضخمة من المال دون الحاجة لاستدانة أو مشاركة الأرباح مع أحد.
عندما يقال إن بافيت حقق ٢٠٪ سنويًا، فهذا يختلف تمامًا عن مستثمر عادي يحقق نفس الرقم.
لأن بافيت كان يستخدم ملايين الدولارات من أموال شركات التأمين، ويستثمرها كما يشاء، دون ضغط، دون عمولات، ودون انتظار موافقة من أحد.
هذه ليست استراتيجيات مستثمر عادي… حتى لو كان ناجحًا.
بل هذا هو جوهر عبقرية بافيت:
استخدام نموذج تجاري متكامل، يحقق فيه أرباحًا مركبة بأموال الآخرين، وبأقل قدر من المخاطرة.
٢. المفهوم الخاطئ: صورة “الجد اللطيف”
غالبًا ما ينظر إلى وارن بافيت كـ”الجد الطيب” في عالم المال. بتواضعه، وكلماته الحكيمة، وروحه المرحة، يظنه البعض مجرد مستثمر مسالم يحب القراءة والكوكاكولا.
لكن خلف هذه الابتسامة الهادئة… هناك عقل استثماري لا يرحم.

بافيت لم يصل إلى قمة الثراء من خلال المجاملات. بل اتخذ قرارات صعبة، أحيانًا قاسية، شملت عمليات تسريح، واستحواذات عدائية، واستثمارات في صناعات مثيرة للجدل مثل الوقود الأحفوري.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك: قصة استحواذه على شركة Berkshire Hathaway.
الشركة كانت تعمل في صناعة النسيج، وكانت تمر بأوقات صعبة عندما بدأ بافيت بشراء أسهمها في أوائل الستينيات. لاحظ أنها تتداول بأقل من قيمة تصفيتها، فبدأ بشراء الأسهم تدريجيًا، حتى وصل إلى حصة مؤثرة.
في البداية، اقترح على المدير التنفيذي برنامج إعادة شراء للأسهم لتعزيز سعر السهم، وتم الاتفاق، وحقق بافيت ربحًا جيدًا.
لكنه لم يكتفِ… فكرر نفس الاقتراح مرة أخرى، لكن هذه المرة المدير التنفيذي عرض عليه سعرًا أقل من الاتفاق الأول.
رد بافيت؟ لم يكن استياءً… بل غضبًا وتحركًا فوريًا.
قام بالاستحواذ العدائي على الشركة، اشترى أكثر من ٥٠٪ من الأسهم، وسيطر على مجلس الإدارة، ثم طرد المدير التنفيذي.
هذه الخطوة كانت حاسمة، وأظهرت جانبًا حادًا ومباشرًا في شخصية بافيت لا يتماشى مع صورته العامة كـ”الجد اللطيف”.
ولم تكن تلك مجرد لحظة غضب. بل كانت نقطة تحوّل في مسيرته، إذ بدأ يدرك أن شركات التأمين تمنحه نموذجًا أفضل بكثير من صناديق التحوط، فحوّل Berkshire Hathaway إلى ما أصبحت عليه اليوم: إمبراطورية متنوعة تسيطر على شركات عملاقة في قطاعات متعددة.
نعم، وارن بافيت لطيف في المقابلات، لكنه في أرض الواقع… رجل أعمال حاد، حاسم، وذو رؤية طويلة المدى لا يتردد في اتخاذ قرارات صعبة لتحقيق أهدافه.
٣. المفهوم الخاطئ الثالث: وارن بافيت لا يستخدم الرافعة المالية
من الشائع وصف وارن بافيت بأنه مستثمر محافظ يتجنّب الديون والمخاطر. وبينما هو بالفعل يَحذر من الإفراط في الاستدانة، إلا أن الواقع أكثر دقة:
بافيت يستخدم الرافعة المالية، ولكن بطريقته الخاصة.
لا نقصد هنا الرافعة التقليدية التي تقدمها منصات التداول، حيث يمكنك اقتراض ٢٠ أو حتى ١٠٠ ضعف رأس مالك بفوائد ضخمة، والمخاطرة بخسارة كل شيء في صفقة واحدة.
أسلوب بافيت أكثر هدوءًا ودهاءً…
فهو لا يقترض من البنوك، بل يستخدم أموال الآخرين دون أن يدين نفسه.
كيف؟
من خلال نموذج الطفو التأميني – Insurance Float.
بافيت استحوذ على شركات تأمين مثل National Indemnity وGEICO وGeneral Re، وهي شركات تجمع أقساط التأمين من العملاء. وبما أن المطالبات لا تدفع مباشرة، فإن هذه الأموال تبقى تحت يد الشركة لفترات طويلة — يمكن استثمارها بالكامل.
هذه الأموال ليست ملكًا له، لكنها تحت تصرفه. وبفضل هذا النموذج، يستطيع بافيت الاستثمار بمليارات الدولارات من أموال الآخرين، دون أن يتحمل فوائد، ودون أن يواجه خطر سحب الأموال من قبل مستثمرين متقلبين مثل ما يحدث في صناديق التحوّط.
كيف بدأ هذا الأسلوب الذكي؟
في عام ١٩٥٦، أسس بافيت صندوقًا تحوّطيًا صغيرًا برأس مال قدره ١٠٥,١٠٠ دولار. وخلال ١٣ سنة فقط، نمت أصول الصندوق إلى أكثر من ١٠٥ مليون دولار. لكن الأموال لم تكن ملكه، بل تعود لمستثمرين آخرين.
عام ١٩٦٩، قرر بافيت إغلاق الصندوق، والتفرغ لتحويل شركته Berkshire Hathaway إلى مركز استثماري شامل.
كان يبحث عن نموذج يتيح له إدارة أموال ضخمة دون ضغوط المستثمرين، ووجد ضالته في قطاع التأمين.
لاحقًا، اعترف بافيت أن تأخره في دخول قطاع التأمين كان من أكبر أخطائه، وقدّر أنه خسر فرصة لتحقيق ٢٠٠ مليار دولار إضافية بسبب ذلك التأخير.
اليوم، تعد شركات التأمين قلب نموذج بافيت الاستثماري.
هو يستثمر أموال الأقساط (الطفو)، ويحقق منها عوائد طويلة الأجل، دون الدخول في ديون خطيرة، ودون التنازل عن السيطرة.
هذا ليس مجرد “استثمار محافظ”، بل رافعة مالية ذكية مبنية على الثقة، والسيطرة، وتدفق نقدي مستمر.
٤. المفهوم الخاطئ: وارن بافيت يشتري فقط عندما ينخفض السوق
الجميع يعرف المقولة الشهيرة: “اشترِ عند الانخفاض، وبِع عند الارتفاع”، وغالبًا ما يربط اسم وارن بافيت بهذا الأسلوب. لكن الحقيقة؟
بافيت لا يجلس فقط منتظرًا “القاع”، ولا يتحرك مع كل هبوط بنسبة ١٠٪ مثل المستثمرين الأفراد على منصات مثل eToro.
هو لا يبحث عن التخفيض… بل عن الصفقة النادرة.

Photo Credits: Charles McCain on Flickr
صانع صفقات… لا مجرد متسوّق
منذ بداياته، أثبت بافيت أنه ليس مجرد متتبع للأسواق، بل صانع صفقات محترف.
عندما استحوذ على Berkshire Hathaway، لم يكن يشتري سهمًا “رخيصًا” فحسب، بل رأى فرصة لإعادة توجيه شركة كاملة. لاحقًا، ومع نمو سمعته ونفوذه، أصبحت قراراته الاستثمارية كافية لتحريك السوق بأكمله.
هذا النفوذ مَنَحه قدرة لا يمتلكها المستثمر العادي:
- التفاوض على أسهم مميزة بأسعار تفضيلية
- الحصول على أسهم ممتازة (Preferred Shares) بعوائد مضمونة
- استخدام الضمانات (Warrants) لشراء الأسهم العادية لاحقًا بسعر محدد
- المشاركة في مجالس الإدارة… أو حتى قيادتها
أمثلة من الواقع:
📌 في عام ٢٠٠٨، وأثناء الأزمة المالية، استثمر بافيت ٥ مليارات دولار في Goldman Sachs مقابل أسهم ممتازة بعائد سنوي ١٠٪، بالإضافة إلى ضمانات لشراء الأسهم العادية بسعر ثابت. لاحقًا، استخدم تلك الضمانات وحقق أكثر من ٢ مليار دولار كأرباح.
📌 وفي ١٩٩١، أنقذ بنك Salomon Brothers من فضيحة مالية كادت تنهيه، باستثمار بلغ ٧٠٠ مليون دولار مقابل أسهم ممتازة بعائد ٩٪، وحق شراء ١٢٪ من الأسهم العادية. بل إنه أصبح رئيسًا مؤقتًا لمجلس الإدارة، وساعد في إعادة هيكلة الشركة، ثم باع حصته في ١٩٩٧ محققًا عائدًا تجاوز ١٤٠٪.
ما الفرق إذًا؟
في النهاية بافيت لا ينتظر السوق ليقدّم له “صفقة جيدة”، بل يخلق الصفقة بنفسه.
يمتلك من النفوذ والتأثير ما يتيح له بناء شروط استثمارية لا يحلم بها المستثمر العادي.
وهذه المهارة – القدرة على صناعة صفقات فريدة – هي أحد الأعمدة الحقيقية وراء ثروته.
لذلك… لا تخدعك البساطة الظاهرة في نصائحه.
ما يفعله بافيت يتجاوز بكثير فكرة “اشترِ بسعر منخفض”.
إنه نموذج فريد يجمع بين التوقيت الذكي، والصفقات الخاصة، والسيطرة الكاملة على بيئة الاستثمار.
خلاصة وتجربتي الشخصية
وارن بافيت، المعروف بلقب “عرّاف أوماها”، هو بلا شك أحد أعمدة عالم الاستثمار الحديث.
وبالرغم من أن كثيرًا من المستثمرين الجدد يسعون لتقليد أسلوبه في الاستثمار القائم على القيمة والتفكير طويل الأمد، إلا أن هناك عوامل خاصة وظروفًا استثنائية مهّدت طريقه نحو الثروة التي يصعب تكرارها.
صحيح أن البعض قد يحقق عوائد ٢٠٪ سنويًا مثل بافيت، لكن الحقيقة أن إمبراطوريته لم تبْنَ على الأرقام وحدها، بل على أساس أكثر تعقيدًا وعمقًا.
أبرز الدروس المستخلصة من رحلة بافيت:
- رافعة ذكية لا تُشبه غيرها:
بافيت لم يعتمد على القروض الخطيرة، بل استخدم أموال شركات التأمين (الطفو التأميني) كوسيلة ذكية وآمنة لتعظيم أرباحه. - قدرات تفاوض وصفقات لا تُتاح للجميع:
بفضل سمعته وثقل Berkshire Hathaway، حصل على صفقات حصرية بأسعار تفضيلية، لا يمكن لمعظم المستثمرين الوصول إليها. - فطنة رجل أعمال، لا مجرد محلل مالي:
فهمه العميق لنماذج الأعمال، والصناعات المختلفة، مكّنه من اتخاذ قرارات تُولّد قيمة على المدى الطويل. - لا يبحث عن الفرص فقط… بل يصنعها:
بافيت لا ينتظر السوق ليمنحه فرصة؛ بل يبحث عن ميزات تنافسية وصفقات فريدة يصنعها بنفسه.
ورغم أن طريقه مليء بعوامل يصعب تقليدها، إلا أن فهم هذه العناصر بحد ذاته يعد درسًا ذهبيًا لأي شخص يسعى لبناء استراتيجيته الخاصة في عالم المال.
قد لا تتمكن من تكرار مسيرة وارن بافيت، لكن يمكنك أن تستلهم منه كيف تفكر، كيف تتحرك، وكيف تبحث عن الفرصة الحقيقية.
مقالات ذات صلة قد تهمك:
إذا كنت مهتمًا أكثر بعالم المال والاستثمار، إليك بعض المقالات الأخرى على قوائم عربية التي تقدم لك محتوى غني وعملي:
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.