صورة لهاتف ذكي محمول باليد، تعرض شاشته شعارات ثلاث شركات كبرى: Alphabet، Novo Nordisk، وFortinet. تظهر الخلفية بألوان برتقالية لامعة مع نمط شبكي، مما يمنح المشهد طابعًا عصريًا يعكس قوة العلامات التجارية وتأثيرها في الأسواق العالمية.

٥ مفاتيح لفهم سلوك المستثمرين عندما يفقد السوق عقله

سلوك المستثمرين في الأسواق المالية: ٥ مفاتيح للبقاء هادئًا

في الأسواق المالية، لا يتحرك السعر فقط بناءً على الأرباح أو الخسائر، بل يتأثر أيضًا بعواطف المستثمرين. سلوك المستثمرين في الأسواق المالية غالبًا ما يقود إلى المبالغة في ردود فعل السوق، سواء في الصعود أو الهبوط.

عندما يضرب ذعر السوق، تتدفق الأخبار العاجلة، وتتصاعد التحليلات السلبية، ويبدأ الكثيرون في اتخاذ قرارات عاطفية في الاستثمار. النتيجة؟ بيع متسرع عند القاع أو شراء مفرط عند القمة.

المستثمر الذكي يعرف أن السوق أحيانًا يفقد عقله. لكن بدلًا من الانجراف مع التيار، يتعامل مع الضجيج بهدوء، ويرى في الفوضى فرصًا، لا تهديدات.

في هذا المقال، سنستعرض ٥ مفاتيح تساعدك على البقاء هادئًا، وتقرأ المشهد بوضوح، حتى عندما ينهار الآخرون من حولك. سنستخدم أمثلة حقيقية، لنفهم كيف يمكن أن تتحول المبالغة في رد الفعل إلى فرصة ذهبية.


المفتاح الأول: تجاهل الضوضاء الإعلامية

في أوقات ذعر السوق، تصطف العناوين المثيرة لتسبب القلق. لكن، كما بيّنت في مقالك “هل انتهت جوجل فعلًا؟” (يونيو 2025)، رغم أن جوجل تواجه عناوين مثل “انتهاء عهدها”، الحقيقة أن صافي دخل Alphabet تجاوز 100.12 مليار دولار لأعلى مستوى بين شركات الولايات المتحدة العام الماضي

Google واجهت أيضًا “عقاب السوق” خلال العامين الماضيين بسبب أحاديث عن تنافس ChatGPT وفقدان حصتها في الذكاء الاصطناعي، رغم أن النمو ما زال قويًا:

لكن سلوك المستثمرين في الأسواق المالية أحيانًا يتأثر بالإعلام والأحداث العرضية، أكثر من الحقائق المالية الأساسية. الأعمدة التقنية الضخمة، توزيعات الأرباح، وتنوع الإيرادات لدى Alphabet تجعلها قوية ومتماسكة.

النصيحة العملية:
لا تدع العناوين تسرق قرارك. إذا كانت البيانات — الأرباح، الإيرادات، النمو الفني — ما تزال في الاتجاه الصحيح، فاعرف أن الضجيج الإعلامي غالبًا ما يكون مؤقتًا. التمسك بالحقائق هو ما يميز المستثمر الذكي.


المفتاح الثاني: التركيز على الأساسيات لا العناوين

حين يشتد ذعر السوق، يسقط كثيرون في فخ العناوين المبالغ فيها، ويغفلون أن القرارات العاطفية في الاستثمار هي غالباً ثمرة هذه الضوضاء. مثال جديد على ذلك ما حصل مع Novo Nordisk في الأشهر الماضية.

رغم أن الشركة أعلنت نموًا في الإيرادات بنسبة 18٪ وتحسناً في الأرباح التشغيلية بنسبة 29٪ للنصف الأول من 2025، خفضت التوقعات السنوية لعام 2025 إلى نمو مبيعات بين 8٪ و14٪، وهو ما تسبب في هبوط السهم بنسبة تقارب 20٪ .

هذا المزيج — بين أرقام قوية حقاً وبين تخفيض متحفظ في التوقعات — هو ما يجعل المستثمر الذكي يقفز فوق العناوين، ويركّز على الأساسيات الفعلية: النمو الحقيقي في المبيعات، الأرباح التشغيلية، وقوة منتجات مثل Wegovy وOzempic.

ومن تجربتك القيّمة، يمكنك الاطلاع على تحليلك المفصّل للسهم في مقال «هل يكرر سهم Novo Nordisk سيناريو ميتا؟: 5 دروس وقت الخوف والانهيار»، الذي أشرنا فيه إلى أن التهويل الإعلامي لا يكون دائماً انعكاسًا للأداء الحقيقي. يمكنك قراءة المقال كاملاً هنا: هل يكرر سهم Novo Nordisk سيناريو ميتا؟: 5 دروس وقت الخوف والانهيار.


المفتاح الثالث: التفكير على المدى الطويل

أكبر خطأ يقع فيه المستثمر عند ذعر السوق هو الحكم على الشركة من خلال يوم واحد أو أسبوع من التداول. سلوك المستثمرين في الأسواق المالية يُظهر أن أغلب الخسائر الكبرى تأتي من قرارات متسرعة تُتخذ في لحظات الخوف.

خذ مثال Fortinet (FTNT) مؤخرًا: الشركة أعلنت عن تباطؤ في دورة استبدال الجدران النارية، ما دفع السوق إلى عقاب قاسٍ — هبوط حاد بنحو 25٪ في يوم واحد. لكن لو نظرنا للأرقام الحقيقية، سنجد أن الأثر الفعلي على الإيرادات يتراوح بين 10٪ و14٪ فقط، بينما بقية أعمال الشركة — مثل خدمات الأمن السحابي — ما زالت في نمو.

هذا الهبوط يعكس المبالغة في ردود فعل السوق، وليس انهيارًا جوهريًا في نموذج العمل. هنا يظهر دور التفكير طويل المدى:

  • لا تحكم على الشركة من خبر واحد.
  • راقب كيف تعالج الإدارة المشكلة.
  • قيم تأثير الحدث على الأرباح خلال السنوات القادمة، لا الأشهر القادمة.

التاريخ مليء بأمثلة شركات تعافت بعد هبوط حاد، بل وحققت مستويات قياسية لاحقًا. المستثمر الذكي يعرف أن بعض العواصف مؤقتة، لكن قراراته تبقى دائمة.


المفتاح الرابع: البحث عن الفرص وسط الخوف

في لحظات ذعر السوق، يندفع أغلب المستثمرين نحو البيع، وكأن الحفاظ على السيولة هو الحل الوحيد. لكن سلوك المستثمرين في الأسواق المالية يثبت أن هذه اللحظات هي نفسها التي يمكن أن تمنح أفضل الفرص لمن يبحث عنها بذكاء.

عودة إلى مثال Fortinet (FTNT): بعد هبوط السهم بأكثر من 25٪ في يوم واحد، انشغل معظم المتداولين بالهروب من الخسارة، بينما قلة من المستثمرين بدأوا في دراسة ما إذا كان السعر الحالي يمثل فرصة نادرة للشراء.

هنا تطرح الأسئلة الذكية نفسها:

  • هل الأثر المالي المعلن — تباطؤ دورة الجدران النارية — يعكس انهيارًا في أساسيات الشركة؟
  • هل منتجات الشركة وخدماتها ما زالت مطلوبة في سوق الأمن السيبراني سريع النمو؟
  • هل انخفاض السعر منح السهم تقييمًا جذابًا مقارنة بمعدل نموه المتوقع؟

من يتجاوز المبالغة في ردود فعل السوق ويحلل الصورة الكاملة، قد يجد أن مثل هذه الانخفاضات ليست تهديدًا، بل بابًا مفتوحًا للشراء بأسعار مغرية.


المفتاح الخامس: التعلم من التاريخ

إذا كان هناك درس واحد يقدمه لنا التاريخ، فهو أن ذعر السوق ليس ظاهرة جديدة، وأن المبالغة في ردود فعل السوق تكرر نفسها كل بضع سنوات.

في عام 2008، تسببت الأزمة المالية في انهيار واسع لأسهم شركات كانت قوية ماليًا، لكنها تعرضت لعقوبات السوق بسبب الخوف العام. وفي أزمة فقاعة الإنترنت مطلع الألفية، هبطت أسهم شركات تكنولوجيا ناجحة فقط لأن السوق كان في حالة ذعر.

اليوم، نرى السيناريو نفسه يتكرر مع:

  • Google، التي عوقبت إعلاميًا رغم نمو أرباحها وتقدمها في الذكاء الاصطناعي.
  • Novo Nordisk، التي تراجعت 20٪ بسبب تخفيض متحفظ للتوقعات، رغم استمرار نمو الإيرادات والأرباح.
  • Fortinet، التي فقدت ربع قيمتها السوقية في يوم واحد بسبب حدث قصير المدى، بينما تأثيره الفعلي على الإيرادات أقل بكثير مما يعتقده السوق.

التاريخ يقول إن الشركات التي تملك أساسيات قوية غالبًا ما تتعافى وتعود لمستويات أعلى، بشرط أن يحافظ المستثمر على هدوئه ويتجنب القرارات العاطفية في الاستثمار.

الخلاصة: المستثمر الذكي لا يتجاهل الأخبار، لكنه يضعها في سياقها، ويوازن بين الحدث الحالي والتاريخ الطويل للشركة والسوق. هذا المزيج من التحليل العقلاني وفهم التاريخ هو ما يصنع الفارق بين الخسارة الكبيرة والربح الكبير.


الخاتمة: المستثمر الذكي يرى ما وراء العناوين

الأسواق المالية لا تتحرك فقط بالأرباح والخسائر، بل بالقصص التي تُروى عنها. سلوك المستثمرين في الأسواق المالية يكشف أن العناوين المبالغ فيها والمبالغة في ردود فعل السوق يمكن أن تدفع حتى أفضل الشركات إلى هبوط حاد، رغم أن أساسياتها لم تتغير.

من Google التي واجهت ضغوطًا إعلامية رغم نمو أرباحها، إلى Novo Nordisk التي تراجعت 20٪ بسبب تخفيض متحفظ للتوقعات، وصولًا إلى Fortinet التي فقدت 25٪ من قيمتها في يوم واحد بسبب حدث قصير المدى — كلها أمثلة تؤكد أن السوق لا يتصرف دائمًا بعقلانية.

المفاتيح الخمسة التي استعرضناها — تجاهل الضوضاء الإعلامية، التركيز على الأساسيات، التفكير على المدى الطويل، البحث عن الفرص وسط الخوف، والتعلم من التاريخ — ليست مجرد نصائح نظرية. إنها إطار عملي لتحويل لحظات الذعر إلى فرص، وتحويل الأخبار السلبية إلى قرارات استثمارية محسوبة.

في النهاية، السوق قد يفقد عقله أحيانًا، لكن بامتلاك الأدوات الصحيحة، يمكنك أن تبقى هادئًا، وتستفيد من الفوضى بدل أن تقع ضحيتها.


اكتشاف المزيد من قوائم عربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

Scroll to Top

اشتراك